* بناء العضلات وضغط الدم:
لي قريب مُصاب بإرتفاع ضغط الدم، ويُمارس تمارين حمل الأثقال، هل هذا ضار بصحته؟
¤ عباس -جدة:
لم يتضح لي من السؤال عُمر قريبك، وهل إرتفاع ضغط الدم لديه منضبط بتناول العلاج، وما مدى تأثير إرتفاع ضغط الدم لديه في أعضاء كالقلب أو الشرايين الكبيرة. وما تقصد بممارسة تمارين حمل الأثقال، أي هل هي رياضة أوزان الحديد لبناء العضلات أو رياضة رفع الأثقال العنيفة، وهل يشكو من أي أمراض أو إصابات في الجسم؟
وعلى العموم، فإن حمل ثقل وزن غير مُعتاد، ولدى كل إنسان، يتسبب بإرتفاع مؤقت لضغط الدم، وهذا يحصل في كل الأعمار، وسواءً كان الشخص سليماً أو مُصاباً بإرتفاع ضغط الدم. والسيئ في الأمر، أن الإرتفاع في مقدار ضغط الدم يكون أعلى كلما زاد وزن الشيء المحمول، وكلما طال زمن حمله.
ولذا فإن ممارسة رياضة رفع الأثقال، من النوع الذي تجري فيه المنافسات غير الصحية بإرهاق الجسم وأجزاء الهيكل العظمي والقلب والأوعية الدموية، لا يُناسب مرضى إرتفاع ضغط الدم، بل حتى لا يُناسب الكثيرين من الناس، أما رياضة بناء العضلات، بإجراء تمارين الحديد على أوزان معتدلة ومقبولة، التي يتم فيها تكرار إجهاد العضلة بإستخدام نوعية غير هوائية -إيروبيك- من التمارين، فلا تُعتبر رياضة غير صحية، بل هي رياضة صحية للكبار والصغار، وللذكور وللإناث، وذلك طالما تمت ممارستها وفق ضوابط وتحت إشراف مُدرب مُدرك لأصول ممارستها ولكيفية بناء العضلات بدرجة متوسطة منها، والحاجة إلى ممارسة تمارين بناء العضلات، بطريقة صحية ومعتدلة، ليس الغاية منها تكبير حجم عضلات الجسم لغايات تجميلية ذكورية، بل ثمة عدة فوائد صحية، للذكور وللإناث، من ممارسة تمرين بناء عضلات معتدلة القوة والحجم، وهذا البناء المتوسط والتجميلي يُكسب الجسم تناسقاً في شكله، وقوة وثباتاً وتوازناً في حركات عضلاته ومفاصله، ما يحمي من حالات التعثر والسقوط، وما يُمكن من القيام بأعباء حياتية شتى دون صعوبة أو تعب، وتُسهم التمارين في حرق كمية من الطاقة المُختزنة في أنسجة الجسم الشحمية، وإعطاء قوة لحركة العضلة، والأهم رفع قدرة الإحتمال فيها، وعلى المدى المتوسط، تُؤدي ممارسة تمارين بناء العضلات إلى رفع نسبة هرمون النمو في جسم المرأة والرجل، وزيادة متانة بنية العظم، والمساعدة الأكيدة على خفض كمية شحم البطن.
وبالجملة، لا يُمنع مرضى إرتفاع ضغط الدم من ممارسة تمارين الأوزان لبناء العضلات. طالما تم ضبط الإرتفاع في ضغط الدم لديهم بالعلاج، وكانوا لا يُعانون من أي مُضاعفات في صمامات القلب أو شرايينه أو قوة عضلته.
لكن تظل النصيحة الطبية تطلب ممنْ يشكون من أية أمراض قلبية، سواءً إرتفاع ضغط الدم أو في الصمامات أو الشرايين أو في الضغط الرئوي أو قوة عضلة القلب، فعليهم مراجعة الطبيب قبل البدء بتلك النوعية من التمارين.
وبشكل عملي، يجب أن تتم التمارين تحت إشراف مُدرب، وان تُجرى بالتدرج، وضمن إستخدام أوزن خفيفة أو معتدلة، وعلى مريض إرتفاع ضغط الدم دوماً أن لا يحبس نفسه في صدره عند إجراء أي مجهود عضلي، كحمل شيء ما، لان هذا الحبس للنفس يُؤدي بذاته إلى رفع ضغط الدم، بل الأفضل هو التنفس وتكرار ذلك طوال فترة أداء المجهود العضلي.
* علاج نقص هرمون النمو:
تحاليل الدم تشير إلى نقص في هرمون النمو لديّ. والطبيب لم ينصحني بتناول هرمون النمو، هل لا أحتاج إليه؟
¤ رحاب شاتيلا- لبنان:
ليست كل الحالات التي يثبت فيها نقص نسبة هرمون النمو في الجسم تتطلب علاجاً تعويضياً بأخذ هرمون النمو من خلال الحقن تحت الجلد، خاصة لدى البالغين.
ولاحظي أن هرمون النمو يُفرز من الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، وهذه الغدة تُفرز هرمون النمو وعددا آخر من الهرمونات، وأهمية الهرمون هي في تنشيط وتعزيز نمو العظام والعضلات والأنسجة، خاصة في مراحل العمر التي تسبق البلوغ وثبات طول الجسم عند حد معين، ولذا فإن أعلى كميات تفرزها الغدة النخامية من هرمون النمو تكون خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، أما بعد ذلك فتنخفض الكمية، لكن يظل إفراز الهرمون، والنقص لدى البالغين في نسبة هذا الهرمون قد تُؤدي إلى زيادة كمية شحم الجسم ونقص حجم وقوة العضلات، إضافة إلى إضطرابات أخرى في الجسم، والمهم في الموضوع أمران، الأول إجراء تحليل الدم بدقة للتأكد من وجود نقص حقيقي لهرمون النمو في الجسم، أي عبر طريقة إعطاء الشخص نوعاً من المواد الكيميائية المُحفزة لإفراز الغدة النخامية لهرمون النمو. والثاني التأكد من سلامة الغدة النخامية، من ناحية البناء والوظيفة، وإذا ما تأكد الطبيب من هذين الأمرين، فإن علاج نقص هرمون النمو، بإعطاء حقنة يومية تحت الجلد، يكون حين وجود دواع طبية لذلك. وهذه الدواعي معروفة للطبيب، وتتمثل في ثلاثة أمور:
=الأول: وجود نقص شديد جداً في نسبة الهرمون.
=الثاني: وجود أعراض معينة تعكس تدهور نوعية الحياة اليومية للشخص، وهي ما يسأل الطبيب عنها عبر عدة عناصر.
=الثالث: أن يكون ثمة إضطرابات في عمل الغدة النخامية نفسها من ناحية تدني إفرازها لهرمونات أخرى، غير هرمون النمو، كما أن هناك موانع عدة لأخذ علاج هرمون النمو.
والذي أنصح به، هو متابعتك مع طبيبك، خاصة وأنه طلب مراجعته خلال ستة أشهر لإعادة التحليل، وأذكّرك بأن ليس كل حالات نقص هرمون النمو تتطلب أخذ علاج هرموني تعويضي.
* كبسولات زيت السمك:
ما النصيحة الطبية بخصوص أخذ حبوب زيت السمك؟
¤ أسماء – مصر:
هذا ملخص سؤالك، والأصل في الفوائد الصحية لتناول زيت السمك هو ملاحظة الأطباء أن مُتناولي زيت السمك أقل عُرضة للإصابة بأمراض الشرايين القلبية، وأقل عُرضة للمعاناة من تداعياتها، وأفضل في جانب القدرات العقلية والذهنية، وغير ذلك من الفوائد الصحية التي وصلت إلى حد نعومة البشرة وقوة الأظافر وغزارة الشعر، وهذه الفوائد الصحية أثبتتها دراسات طبية واسعة تم إجراؤها خلال العقود الماضية، وما زلنا نشهد حتى اليوم ظهور دراسات طبية جادة تقول لنا المزيد والمزيد عن فوائد تناول زيت السمك على الأطفال والشباب وكبار السن، من الجنسين، ولمرضى القلب وللوقاية من أمراض القلب، فإن فائدة زيت السمك تتجلى في تقليل حصول إضطرابات إيقاع نبض القلب، خاصة الأنواع الخطرة منها، وتقليل حصول الجلطات الدموية داخل الشرايين القلبية والشرايين الدماغية، وتقليل نسبة الدهون الثلاثية في الدم، ومعلوم أن إرتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم شيء ضار بالشرايين.
وما يمتاز به زيت السمك، هو وجود أوميغا-3، وأوميغا-3 هو أحد الأحماض الدهنية. والأسماك، خاصة التي تحتوي على دهون، مثل التونا والساردين والسلمون، غنية بـ أوميغا-3. والنصيحة الطبية حيال زيت السمك، متجهة بشكل رئيسي نحو حرص المرء على تناول السمك، خاصة العالية المحتوى من الدهون، كوسيلة لتزويد الجسم بزيت السمك، ولذا تقول رابطة القلب الأميركية، وغيرها، أن على الإنسان الطبيعي أن يتناول مرتين أسبوعياً وجبة من السمك تحتوي على 1 غرام من أوميغا-3. والوجبة التي تُحقق ذلك تُعادل ما في علبة واحدة من الساردين أو 100 غرام من التونا أو السلمون، أو 300 غرام من الروبيان أو اللوبيستر مثلاً.
وإذا ما كان المرء مُصاباً بأمراض الشرايين القلبية، فإن عليه الحرص على تناول كمية غرام واحد من أوميغا-3 يومياً. وعليه أن يأخذ هذه الكمية من السمك مباشرة إن أمكنه ذلك. وإلا فبإمكان الطبيب وصف كبسولة دوائية لـ أوميغا-3، أو ما يُسمى عادة بكبسولة زيت السمك، مما هو متوفر في الصيدليات، خاصة إن كان شخصاً لا يُحب تناول الأسماك كثيراً. وكبسولات زيت السمك تحتوي عادة على 1 غرام من أوميغا- 3.
ولحالات إرتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وعلى وجه الخصوص، قد يلجأ الطبيب إلى وصف تناول كميات يومية أعلى من 1 غرام من أوميغا-3.
الكاتب: د. حسن محمد صندقجي.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط.